قسم الإعلام:

 

تواصل بلدية غزة معالجة تداعيات المنخفض الجوي الذي تأثرت به المدينة الأسبوع الماضي، بآليات وإمكانيات بسيطة وقديمة ومتهالكة، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتلبية نداءات المواطنين في أوقات الأزمات والطوارئ ومعالجة شكاويهم.

واستقبلت وحدة المعلومات والشكاوى في البلدية 270 شكوى مختلفة خلال أيام المنخفض القطبي العميق الذي رافقته رياح شديدة تسببت بسقوط 25 شجرة، و10 يافطات إعلانية تعاملت معها طواقم لجنة الطوارئ في حينه.

وتعاملت فرق لجنة الطوارئ خلال المنخفض مع 105 إشارات طفح مياه صرف صحي، و39 شكوى تجمع لمياه الأمطار، كما نفذت فرقها الميدانية المنتشرة في المدينة عمليتي إنقاذ مركبتيْن على شاطئ البحر، وعالجت انهيارات على شاطئ البحر غرب شارع الرشيد في منطقة الاستراحات المطلة على الشاطئ مباشرة.

وتنطلق لجنة الطوارئ في بلدية في إدارة فرقها خلال المنخفض الجوي من عدة محاور أساسية؛ تتمثل بالتنبؤ بقوة المنخفض وكميات الأمطار، وشدة الرياح المرافقة له والتي تخطت سرعتها حاجز الـ40 كيلومترًا في الساعة، وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أمواج البحر قرابة 4 أمتار.

وتقدر كميات الأمطار التي هطلت على مدينة غزة منذ بداية المنخفض الجوي يوم الاثنين وحتى عصر الأربعاء من الأسبوع الماضي بـ 65 ملم، وهي كمية كبيرة مقارنة بمنخفضات سابقة.

المرحلة الوقائية

وتعتمد لجنة الطوارئ في التعامل مع المنخفضات الجوية على المرحلة الوقائية، وتشمل: الرصد والتنبؤ بقوة المنخفض وتقدير آثاره بهدف تهيئة فرق الطوارئ، وتكييف إجراءات البلدية بما يمكنها من مواجهته، حيث تابعت اللجنة من اللحظات الأولى دخول المنخفض قادمًا من جهات قطبية، وأعدت تقريرًا كاملاً حول الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي وقوع أضرار كبيرة في المدينة.

ولجأت البلدية إلى تجهيز ما يتوفر لديها من إمكانيات وآليات لازمة لعمل الفرق الميدانية، خاصة آليات إزالة الأشجار التي تسببت الرياح الشديدة بسقوطها، إضافة إلى الشاحنة الخاصة بـ"السلم"، والمنوف، وتجهيز العاملين للتعامل مع كمية الأمطار.

وتعمل فرق البلدية بآليات قديمة ومتهالكة صدر ترخيص عملها في عقد الستينيات من القرن الماضي، وهي تتعرض لأعطال عديدة خلال عمل الفرق الميدانية، وتضطر البلدية لتشغيل ورديات من متخصصي عمليات الصيانة لضمان عدم توقفها خاصة في أوقات الأزمات والطوارئ.

كما أن العجز في الكادر البشري من أهم الإشكاليات التي تواجهها البلدية في أوقات الطوارئ، خاصة وأن عمل الطواقم الميدانية قد يستمر على مدار الساعة، ما يعرضها للإجهاد والتعب الشديد.

وعملت فرق البلدية بشكل مسبق على تنظيف وتهيئة مصارف مياه الأمطار المنتشرة في شوارع المدينة، حتى تتمكن من تصريفها باتجاه أماكن تجميعها في البرك المخصصة لها أو البحر.

ولم تسجل خلال المنخفض الجوي أي حالة غرق في أحياء المدينة خاصة الطرق والمناطق الساخنة التي تعرضت للغرق في السنوات الماضية نتيجة منخفضات جوية عميقة.

واستجابت فرق لجنة الطوارئ إلى نداءات وشكاوى المواطنين المقدمة عبر وحدة المعلومات والشكاوى بالاتصال على الرقم 115، فيما لا تزال نسبة بسيطة قيد المعالجة.

ارتفاع أمواج البحر

وتسببت شدة الرياح بارتفاع أمواج البحر ضمن العوامل المرافقة للمنخفض القطبي، حيث أخطرت الجهات المختصة في البلدية المواطنين والمنشآت الساحلية بضرورة الابتعاد عن النواحي الغربية من الاستراحات الشاطئية، وذلك من خلال المنصات الإعلامية لبلدية غزة ومواقع التواصل الاجتماعي.

ولاحظت البلدية استجابة المواطنين وأصحاب الاستراحات لإرشاداتها، ولم ترصد فرقها أي إشكاليات ناتجة عن ارتفاع أمواج البحر عدا عن حالة انجراف مقابل مخيم الشاطئ للاجئين غرب المدينة، وقد تعاملت الأطقم المختصة والتابعة للبلدية بوضع سواتر وقائية، وتواصلت لاحقًا مع وزارة الأشغال العامة والإسكان لتدعيم المنطقة بجدران استنادية.

وتسببت الأمواج العالية بإخراج ما بداخل البحر من عوالق ونفايات ناتجة عن سلوكيات خاطئة للمواطنين خلال فترة الاصطياف، وخاصة إلقاء القمامة والنفايات على الشاطئ وانجرارها تدريجيًا إلى البحر، أو من خلال الأمطار وما تجره معها إليه.

وتتراوح كمية النفايات والعوالق التي لفظها البحر باتجاه الشاطئ ما بين 40- 45 طنًا، من المقرر ترحيلها فورًا إلى مكب نفايات جحر الديك، وقد خصصت لجنة الطوارئ فريقًا كاملاً من صناع الجمال لمعالجة هذه النفايات خلال عدة أيام تستمر حتى منتصف الأسبوع الحالي، ضمن الجهود المتواصلة لتهيئة شاطئ المدينة أمام زواره دائمًا.

وتستعد لجنة الطوارئ لمنخفض جوي آخر يتوقع أن تتأثر به المدينة قبل نهاية فبراير/ شباط الحالي، من خلال سلسلة من الإجراءات الوقائية.