قسم الإعلام:

يتنقل الشاب إياد الغول بين طرق وأزقة متفرقة من مدينة غزة، رغم الأجواء العاصفة والماطرة بكثافة، ضمن عمله في لجنة الطوارئ التابعة لبلدية غزة، والتي تنتشر فرقها في هذه الأوقات لمتابعة مصارف مياه الأمطار وتنظيفها منعًا لتجمع الأمطار في شوارع المدينة.

ويعمل الغول البالغ (32 عامًا) ضمن فريق متكامل مكون من 4 أفراد على الأقل في المنطقة الشمالية الغربية من المدينة التي تتأثر بمنخفض جوي عميق منذ أيام.

وقال: إن عمله يتركز في أوقات الطوارئ والمنخفضات الجوية لمدة 12 ساعة متواصلة، وقد يمتد الأمر للعمل المستمر ما يزيد عن 15 ساعة في مثل هذه الأوقات.

واكتسب الغول خبرة في التعامل مع مصارف مياه الأمطار، نظرًا لسنوات عمله في المجال، وتشاركه العديد من الفرق الموزعة على مناطق متفرقة في المدينة، وفق خطة الطوارئ المعدة مسبقًا.

راحة المواطن

وتتولى فرق الطوارئ مهمة التعامل مع المنخفضات الجوية ومعالجة تداعياتها بما يتوفر لديها من إمكانيات بسيطة ومحدودة.

ويلبي الفريق الذي يعمل معه الغول، نداءات المواطنين وشكاويهم بشأن تجمع الأمطار في عدة مناطق شمال غرب المدينة.

واضطر الغول حديث الزواج، إلى ترك بيته والنزول للعمل لتلبية نداءات المواطنين. وقال: إننا نعمل من أجل راحة المواطنين وسلامتهم، ولن نتوانى عن خدمتهم في مثل هذه الأوقات.

لكنه في ذات الوقت أشار إلى سلسلة عقبات تواجهه والعاملين في لجنة الطوارئ، وأبرزها إلقاء النفايات والقمامة في الشوارع والتي تجرها الأمطار بطبيعة الحال إلى شبكة التصريف.

وأضاف: أننا نعمل على تعزيل المصارف وتنظيفها باستمرار ولن نقصر في ذلك، لكن يتوجب على المواطنين عدم إلقاء النفايات بشكل عشوائي، بل وضعها في أماكن تجميعها حتى لا تغلق مصارف الأمطار التي تؤدي بها إلى البحر أو برك التجميع التابعة للبلدية.

ومن العاملين أيضًا في لجنة الطوارئ وائل الخطيب (53 عامًا)، الذي انضم للبلدية قبل 22 عامًا، وهو من الموظفين أصحاب الخبرة في التعامل مع الأزمات والطوارئ.

ويتولى الخطيب مسؤولية كبيرة في أوقات المنخفضات الجوية العميقة، إذ إنه يعمل سائقًا على عدة آليات وشاحنات تملكها البلدية وتخصصها للأزمات.

وقال: إنه يتنقل بين مناطق عدة في المدينة لتلبية احتياجات العاملين في لجنة الطوارئ، وتزويدهم بما يحتاجون من معدات، مشيرًا إلى أن مجموعة من المهندسين والمسؤولين في البلدية يرافقون العاملين في الميدان.

علاوة على ذلك، فهو يعمل أيضًا على صيانة المركبات والشاحنات القديمة في الميدان، والتي لا تملك البلدية سواها للعمل في الطوارئ لضمان استمرار تقديم أفضل خدمة للمواطنين.

ويواصل الخطيب عمله طيلة فترة الطوارئ، ولا يغادر الميدان إلى منزله إلا بإعلان انتهائها، وقد تأقلم على ذلك واكتسب خبرة في مجاله منذ أعوام طويلة.

جهود لا تتوقف

ويتراوح عدد العاملين في لجنة طوارئ الشتاء ببلدية غزة بين 60- 100 موظف موزعين على حدود نطاق المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان بين مدن ومحافظات القطاع، ويُكثف عملهم لساعات طويلة في أوقات المنخفضات، وقد يزيد هذا العدد في حالات الطوارئ القصوى، حسبما الناطق باسم لجنة الطوارئ حسني مهنا.

وأضاف مهنا: أن لجنة طوارئ الشتاء يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة لحماية المواطنين والمدينة خلال المنخفضات الجوية عبر المتابعة والمعالجة المستمرة لأي طارئ في فصل الشتاء.

وبين أن اللجنة تعمل في ظروف صعبة ومعقدة جدًا بسبب نقص المعدات والآليات وشح التمويل وحجم الأضرار في البنية التحتية وتهالكها، لكنها تسعى جاهدة لتأدية مهامها بأفضل شكل.

وتابع مهنا: إن "اللجنة تمد يدها دائمًا لشراكة حقيقية مع الجميع، فدورنا تكاملي مع المواطن ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية من أجل الحفاظ على مقدرات شعبنا ومنجزاته ولتفادي أي إشكاليات في فصل الشتاء وخاصة غرق الشوارع".

وبين أن بلدية غزة بعد كل منخفض تستخلص العبر وتضع الحلول والمعالجات السريعة واللازمة وفق الإمكانيات والموارد المتاحة.

صعوبات وتحديات

وأشار مهنا إلى مجموعة من الصعوبات والتحديات التي تعترض عمل لجنة الطوارئ وفرقها الميدانية، وفي مقدمتها السلوكيات الخاطئة للمواطنين، خاصة ما يتعلق بالحفاظ على النظافة والعبث بأغطية مناهل الصرف الصحي، وإغلاق مصارف الأمطار بالألواح الخشبية والبلاستيكية والأكياس.

كما تحدث عن نقص في المعدات والآليات اللازمة لعمل لجنة الطوارئ؛ لاسيما أن بلدية غزة تمتلك أسطولاً من الآليات المهترئة والقديمة والتي ترهقها بأعمال الصيانة الدورية وحاجتها الدائمة لقطع غيار جديدة، علاوة على البنية التحتية المتهالكة والمدمرة بفعل الاستهداف المركز بالعدوان الإسرائيلي في مايو/ أيار 2021.

وبموجب خطة الطوارئ المعدة في بداية موسم الشتاء، والمعتمدة من رئيس البلدية د. يحيى السراج، فإن المدينة تقسم إلى 4 أقسام، يتم متابعتها من الفرق الميدانية التي تنتشر في المناطق المنخفضة والساخنة.