قسم الإعلام:
تقضي عائلات منطقة غرب مدينة غزة أوقاتها للترفيه عن نفسها في حديقة "البيّارة"، للتخفيف عن أنفسهم وأطفالهم، من شدة الضغوط النفسية والمعيشية التي يمرون بها، بفعل تواصل الحصار "الإسرائيلي" الخانق، والمفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 16 عامًا.
وتعتبر الحديقة التي افتتحتها بلدية غزة سابقًا، ضمن جهودها الهادفة لزيادة المساحات الخضراء، مكانًا مناسبًا لاستمتاع الموطنين وتخلصهم من أعباء الحياة اليومية وضغوطاتها، باعتبارها وجهة بيئية وترفيهية ممتعة وجاذبة للأطفال.
وعن الحديقة، يقول ملتزم "البيارة" محمد شحادة، إنّ "فكرتها نبعت من ندرة الأماكن الخضراء والطبيعية ذات المساحة الواسعة، لتكون مكانًا مناسبًا لقضاء المواطنين أوقاتهم بشكل ممتع فيها"، مضيفًا أنّه "من المعروف أنّ ساحل البحر في القطاع يعتبر المتنفس الوحيد للعائلات والسكان، لكنّ في بعض الأوقات خصوصًا مساءً، لا يحب المواطن أنّ يذهب إليه، فيأتي للحديقة باعتبارها مكانًا هادئًا ومناسبًا".
مساندة البلدية
ويلفت شحادة، إلى أنّ "رئيس بلدية غزة الدكتور يحيى السراج، يواصل دعمه لمثل هذه المشاريع، ويولي اهتماما في مساندة أصحابها، حيث زارها عدة مرات، وهذا الأمر ينعكس على الوجه الحضاري للمدينة ولأصحاب المبادرات بشكل إيجابي".
وأشاد شحادة، بدور البلدية الذي كان رئيسيًا، حيث سعت لتنظيم العمل في الحديقة من خلال تشجيرها وتعشيبها بشكل أفضل، إضافة لتحسين الخدمات، والمساعدة في تطويرها، حيث كان مكان الحديقة سابقًا أرضًا فارغة لا يُستفاد منها بأيّ شيء، وأن دعم البلدية لنا، أدى لأنّ يتمتع المكان بالحيوية ويمتلئ بالعائلات، وأصبح متنفسًا طبيعيًا للأطفال في المنطقة بشكله الحضاري الموجود حالياً".
إقبال جيد
وعن ارتياد المواطنين للحديقة، يؤكّد شحادة، على أنّ "إقبال المواطنين والزوار للحديقة جيّدٌ، خصوصًا في فترات الإجازات، ويشهد هذه الفترة زيادة في عدد المرتادين من فئة الشباب والشابات صباحًا ومساءً، بهدف إنجاز أعمالهم في أجواء طبيعية وهادئة بعيدًا عن الضوضاء، ومع توفر شبكة انترنت فائقة السرعة أثناء الليل".
ويلفت شحادة، إلى أنّه "تم تطوير المكان من خلال توفير مساحة خضراء للمواطنين، لقضاء أوقاتهم بشكل جميل"، منوهًا أنّ "المشروع شمل إنشاء سياج يحيط بالحديقة، وعمل ممرات، وتعشيب وزراعة الأحواض، وتركيب الألعاب المسلية والممتعة من الزحاليق والمراجيح وألعاب التوازن مع المساحة الكافية التي تتيح الفرصة للعب والركض والمشي التي يحبها الأطفال".
خدمات الحديقة
وعن خدمات الحديقة، يوَضّح شحادة، أنّ "البيارة يتوفر فيها زوايا لجلوس العائلات وسط الأشجار الملائمة للطبيعة، إضافة لزوايا لعب للأطفال، وأيضًا يوجد كافتيريا تقدم من خلالها المشروبات والعصائر وبعض أنواع من الحلويات والسندويشات الخفيفة، بأسعار رمزية جدًا، شعارنا الأول هو راحة الزوار".
وحول شهر رمضان القادم، يشير شحادة إلى أنّ "العديد من المواطنين لا يعتبرون البحر المكان المناسب للإفطار، ومن هنا بدأت في تطوير فكرة الإفطار"، معلنًا أنّ "الحديقة ستفتح أبوابها طيلة أيام رمضان أمام كافة شرائح المجتمع، وستؤجر الطاولات للمواطنين والعائلات، ليتمكنوا من جلب طعامهم وشرابهم والاستفادة من الخدمات المتاحة فيها، مثل الكهرباء والإنترنت وألعاب للأطفال".
جدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن جهود البلدية الهادفة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتنفيذ مشاريع خدماتية تحسن من المظهر الحضاري وزيادة المساحات الخضراء داخل المدينة.