بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان صادر عن بلدية غزة

 

الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد

بادئ ذي بدء لا يسعنا إلا أن نترحم على شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا خلال العدوان الغاشم على أبناء شعبنا في قطاع غزة و نخص بالذكر الشهداء العاملين في البلديات الذين استشهدوا و هم على رأس عملهم يؤدون واجبهم في خدمة أبناء شعبنا المعطاء، و الذي كان آخرهم موظف في بلدية رفح استشهد الليلة الماضية و سبقه الموظف في بلدية غزة الشهيد ناصر رباح صمامة و موظفين آخرين يعملان في بلدية البريج استشهدا أثناء تأديتهما عملهما، و كما ندعو لجرحانا بالشفاء العاجل و لشعبنا بالسلامة .

منذ اليوم الأول لبدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، أعلنت بلدية غزة حالة الطوارئ و أعادت تفعيل لجنة الطوارئ برئاسة السيد رئيس البلدية، واعتبرت اللجنة نفسها في حالة انعقاد دائم حتى انتهاء العدوان الغاشم؛ حيث تم توزيع المهام و تقسيم العمل، و قد وضعت لجنة الطوارئ نصب عينها الحفاظ على تقديم الخدمات الأساسية للسكان و أهمها :

·        العمل على انتظام وصول المياه للمواطنين و حل أي إشكاليات قد تحدث أول بأول.

·        العمل على انتظام تشغيل محطات الصرف الصحي و صيانتها أول بأول.

·        الحفاظ على نظافة أحياء و شوارع المدينة .

·        البقاء على أهبة الاستعداد للمساعدة في عمليات الإنقاذ و الإطفاء و فتح الشوارع و إزالة الركام طيلة مدة العدوان.

ومنذ اليوم الأول لم يقف موظفو البلدية و آلياتها عن العمل ليلاً و نهاراً للحفاظ على تقديم الخدمات للسكان رغم كل المخاطر التي تحيط بطواقم البلدية.

السادة الكرام :

من بداية العدوان بدأت طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المرافق الخدمية التابعة للبلدية إضافة إلى مقر البلدية الرئيس و كان من أبرز ما استهدفه العدوان الإسرائيلي :

·        استهداف طائرات الاحتلال المتعمد لموظفي البلديات أثناء تأديتهم عملهم مما أدى لاستشهاد عدد من موظفي البلديات؛ كان آخرهم استشهاد أحد موظفي بلدية رفح مساء أمس السبت أثناء تأديته واجبه، وسبقه موظفان في بلدية البريج، و موظف آخر من بلدية غزة استشهد خلال إستهداف الطيران الحربي أحد المساجد في حي الزيتون، و لا نفهم من وراء ذلك إلا تعمد الاحتلال إجبار البلديات على إيقاف تقديم خدماتها الأساسية للمواطنين، و إن ذلك يشكل جريمة حرب متكاملة الأركان يجب أن يحاسب عليه الاحتلال الإسرائيلي.

·        الاستهداف المتعمد لمصادر المياه في المدينة فمنذ بداية نذر العدوان دمرت قوات الاحتلال أحد آبار البلدية شمال غرب مدينة غزة \" بئر الجمعية الإسلامية \" المغذي لأكثر من 20 ألف نسمة، تبعه بأيام تدمير بئر \" الزيتون 1 \"  في حي الزيتون الذي يغذي 20 ألف نسمة، إضافة لاستهداف 5 خطوط مياه في مناطق متعددة المدينة تغذي تقريباً 100 ألف نسمة، و كأن استهداف مصادر المياه سياسة متعمدة من قبل قوات الاحتلال الأمر الذي يخالف كل الأعراف الدولية و يشكل جرائم ضد الإنسانية و سياسة عقاب جماعي تمارسها قوات الاحتلال .

·        استهداف محطة الصرف الصحي رقم \" 1 \" غرب مدينة غزة حيث أصيبت بأضرار بالغة و توقفت عن العمل تماماً.

·        إصابة المقر الرئيس لبلدية غزة وسط المدينة بأضرار بالغة في المباني و شبكة الحاسوب و الأجهزة الكهربائية و المعدات داخل مباني البلدية، رغم معرفة الجميع أن بلدية غزة مؤسسة خدمية مستقلة لا علاقة لها بالسياسة .

·        كما تم استهداف العديد من المرافق الأخرى للبلدية مثل حديقة الصداقة، و بركة الشيخ رضوان لتجميع مياه الأمطار، وكذلك بركة عسقولة بحي الزيتون لتجميع مياه الأمطار.

و عليه فإن من الواضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف و بشكل متعمد مصادر الحياة لسكان قطاع غزة عبر استهدافها المتكرر لمصادر المياه و الصرف الصحي فإن بلدية غزة :

أولاً: تحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية القانونية و الأخلاقية عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني و ضد مرافقه الأساسية.

ثانياً: تطالب بلدية غزة المجتمع الدولي و العربي و كافة المنظمات الدولية و الإنسانية لتحمل مسؤوليتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من جرائم ضد الإنسانية و العمل على لجم العدوان الإسرائيلي و التوقف عن إزهاق أرواح المدنيين و استهداف مصادر الحياة في قطاع غزة ، كما تطالب بالوقوف إلى جانب بلدية غزة وبلديات القطاع و مساندتها للحفاظ على استمرار تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

ثالثاً: تؤكد بلدية غزة و معها كافة بلديات القطاع أنها ستبقى مستمرة في أداء واجباتها تجاه مواطنيها في هذه الظروف الصعبة و ستبذل أقصى جهودها في سبيل ذلك، كما نوجه من هذا المقام تحية تقدير لموظفي البلديات و العاملين فيها الذين ما زالوا على رأس عملهم جنودٌ مجهولون في خدمة أبناء شعبهم في هذه الظروف الصعبة، كما نتوجه بالشكر لكل المؤسسات و المنظمات العاملة في قطاع غزة الذين ساندوا بلدية غزة ومعها بلديات قطاع  حتى تستمر في أداء واجباتها و استمرار تقديم الخدمة لأبناء شعبنا سواء من قدم مساعدات أو وقف معها في بالكلمة الطيبة، كما لا يسعنا إلا توجيه التحية و الامتنان إلى جميع الطواقم الصحفية العاملة في قطاع غزة التي تنقل الحقيقة و تفضح جرائم الاحتلال بحق شعبنا فكل التحية و التقدير لهم.

حفظ الله شعبنا و خفف مصابنا

                                                                 بلدية غزة

الأحد الموافق 13/7/2014