يتعرض قطاع غزة منذ عدة أيام لعدوان إسرائيلي شرس و همجي يحصد أرواح المدنيين و يضرب بيوت المواطنين الآمنين و يستهدف المنشئات الحيوية و الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة في قطاعنا الحبيب، دون أحد للجم الاحتلال عن عدوانه البربري، يضاف ذلك إلى الحصار المشدد الذي يفرضه على القطاع و أثر على كل مناحي الحياة.
و سبق قبل أن يشتد هذا العدوان قرعنا الجرس عالياً للتحذير من الأزمة الحالية التي تعيشها بلديات قطاع غزة نتيجة الحصار و إغلاق المعابر و الظروف المالية الصعبة التي تمر بها جعلتها غير قادرة على توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات في آبار المياه لضخ المياه إلى المواطنين و تشغيل مرافق الصرف الصحي و نقل النفايات الصلبة من أحياء و شوارع و أزقة المدينة، و اضطرت البلديات إلى تصريف مياه الصرف الصحي إلى شاطئ البحر دون معالجة حيث أصبح مياه البحر ملوثاً بشكل كبير لا يصلح للسباحة و الصيد، و تأثر ضخ المياه للمنازل و كذلك جمع النفايات الصلبة من أنحاء القطاع، دون أن نجد تحرك فعلي من قبل المجتمع الدولي و المنظمات ذات الشأن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و الحيلولة دون تفاقم الكارثة و توسع رقعتها حتى جاء هذا العدوان و اشتد ليضرب العديد من المرافق الحيوية للبلديات كمضخات الصرف الصحي و أنابيب توصيل المياه للمواطنين.
اليوم و تحت واقع العدوان الإسرائيلي الهمجي أعلنت البلديات حالة الطوارئ القصوى للحفاظ على توصيل الخدمات الأساسية للمواطنين و لو بالحد الأدنى، كاستمرار توصيل المياه و الحفاظ على تشغيل مرافق الصرف الصحي ، و جمع النفايات و عدم ترك غزة نهبة لكارثة صحية و بيئية لا يعلم إلا الله إلى أين ممكن أن تصل؟، و إذا استمر هذا الواقع و عدم توفر السولار اللازم فإن البلديات ستكون أمام واقع صعب و مخيف من توقف جميع خدماتها بشكل كامل و ما يمكن أن يسببه ذلك من واقع صعب و خطير جداً سيتحمل الجميع نتائجه.
إن إتحاد البلديات يحمل دولة الاحتلال المسؤولية المباشرة عما حصل و سيحصل إذا استمر الأمر على ما هو عليه من عدوان همجي و حصار مطبق و توقف إمدادات السولار اللازم لتشغيل المرافق الحيوية في القطاع.
و من منطلق المسؤولية فإن إتحاد البلديات يطالب الجميع دون استثناء: المجتمع الدولي و الإسلامي والعربي والمنظمات الدولية والإنسانية، و الحكومة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يمكن أن يتعرض له قطاع غزة من كوارث مركبة .
و إن بلديات القطاع بحاجة ماسة و عاجلة حالياً لأكثر من 250000 مائتان وخمسون ألف لتر من السولار لتشغيل المرافق المطلوبة حالياً و حتى تستمر خدماتها بالحد الأدنى على الأقل و كذلك أداء دورها في مثل هذه الظروف في إزالة الركام من الشوارع لفتح حركة المرور لسيارات الإسعاف والخدمات.

رحم الله شهدائنا وشفى جرحانا و جنب شعبنا أي خطر

م. نزار هاشم حجازي
رئيس بلدية غزة
رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة