تواصل طواقم بلدية غزة وجهاز الدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة والإسكان جهود إخماد الحريق الذي نشب أمس الخميس في مكب النفايات الرئيس في منطقة جحر الديك جنوب شرق المدينة، والذي اتسعت رقعته بفعل الرياح.

وأطلقت قوات الاحتلال النار على فرق الطوارئ، خلال عمليات إطفاء الحريق، وذلك بحضور وكيل وزارة الحكم المحلي م. سمير مطير ورئيس بلدية غزة د. يحيى السراج ورئيس بلدية خانيونس د. علاء البطة، وعدد من المدراء في بلدية غزة، والمدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة في محافظتي غزة والشمال م. عبد الرحيم أبو القمبز.

وأكد د. السراج أن طواقم البلدية والدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة تبذل جهودًا كبيرة للسيطرة على الحريق واخماد النيران وفق الامكانات المتاحة.

وحذر من توقف الأعمال في المكب حال تكرر عمليات إطلاق النار من الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المكب والعاملين فيه، ما يهدد باتساع رقعته والتسبب بكوارث بيئية وصحية، مطالبًا المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال لمنع استهداف المكب والفرق العاملة. 

وطالب رئيس البلدية المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته لرفع الحصار، والمساعدة في إدخال المعدات اللازمة لتمكين البلديات من تقديم خدماتها وتشغيل مرافقها بالشكل المناسب والتخفيف من حدة الكوارث والأزمات. 

 

من جهته؛ قال م. أبو القمبز: إنّ "حراس المكب أبلغوا إدارة البلدية في الساعة الخامسة عصر يوم الخميس، بوجود اشتعال سريع في الجانب الشرقي المحاذي للسياج الحدودي". 

وأضاف: "منذ لحظة الأولى، باشرت طواقم العمل باتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الحريق، بواسطة شاحنات ضخ المياه ونقل الرمال"، موضحًا أنّ "الحريق كان ممتدًا بشكل كبير جدًا، والدخان الكثيف الناتج عن الحريق منع الرؤية، إضافة إلى الظلام الحالك في ساعات الليل.

وأشار إلى أن طواقم البلدية والدفاع المدني بدأت بعمليات الإطفاء صباح اليوم الجمعة والتي قد تستمر لمدة أسبوع، كون الحريق أكبر من طاقة وقدرة البلدية. 

وبشأن أسباب اندلاع الحريق، رجح أبو القمبز، أنّ "يكون الحريق ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة أو وجود شعلة غير مرئية، أو حتى إطلاق النار من قبل القوات الاحتلال على رعاة الأغنام أو النبّاشين في المكان"، مبينًا أنّ "الغازات الناتجة عن تحلل النفايات تساعد في سرعة الاشتعال، سواء من منطقة "الحمأة" التي تأتي من محطات المعالجة، أو منطقة النفايات".

وبين أنّ "الإمكانات المتاحة لدى البلدية قديمة ومتهالكة وتحتاج إلى صيانة شاملة"، ما يزيد من صعوبة السيطرة على الحريق من خلال فرد وكبس وتغطية النفايات والتي هي أساس العمل في المكبات وهي التي تمنع اشتعال الحرائق فيها".

وأشار أبو القمبز إلى مواجهة "فرق الإطفاء صعوبة في عمليات إخماد الحريق لأنها لا تملك الأدوات اللازمة لطمر النفايات وإيقاف تمدد الحريق"، مؤكدًا أنّ "فرق الطوارئ تواصلت مع عدة جهات أبرزها الدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة، للمساعدة في عمليات إخماد الحريق".

وأكّد أنّ "فرق الطوارئ لن تغادر مكان الحريق حتى إخماده، لأنّها تدرك خطورتها، خاصة تلوث الهواء ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة للمواطنين".

من جهته؛ أعرب مجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة في جنوب قطاع غزة برئاسة د. علاء البطة، عن تضامنه مع بلدية غزة في هذه الحادثة، وأرسل آليتان ثقيلتان للمساعدة في عمليات طمر النفايات واخماد النيران.