إعلام البلدية

غزة، 7 أكتوبر 2024 تؤكد بلدية غزة أن المدينة تعيش وضعًا كارثيًا على الصعيدين الإنساني والبيئي، جراء العدوان المستمر منذ عام. مع تدمير واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية، تعاني غزة من تداعيات كارثة غير مسبوقة تهدد حياة سكانها وصحتهم.

 

على مدار العام الماضي، تعرضت الطرق الرئيسية في المدينة لأضرار جسيمة، حيث تم تدمير أكثر من 810 كيلومترات من الطرق، مما أدى إلى صعوبة كبيرة في تحرك فرق الطوارئ للوصول إلى المناطق المتضررة. كما تضررت شبكات الصرف الصحي بشكل خطير، حيث دُمر 175 ألف متر طولي من الشبكات، وخرجت 8 محطات صرف صحي عن الخدمة. أدى هذا إلى تسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع والبحر، مما يهدد بوقوع كارثة بيئية واسعة النطاق.

 

وفيما يخص شبكات مياه الأمطار، دمّرت الغارات 15 ألف متر طولي من الخطوط، وتضررت 3 محطات مياه أمطار بالإضافة ل 3 برك لتجميع مياه الأمطار امتلأت بمياه الصرف الصحي مما ينذر بكارثة ستحل بالخزان الجوفي، حيث غُمرت الشوارع بالمياه مما فاقم من تعقيد الحركة اليومية للسكان خاصة خلال فصل الشتاء.

 

ولم تكن شبكات المياه بمعزل عن الدمار، حيث تعرضت 105 آلاف متر طولي من شبكات المياه للتدمير، مما تسبب في انقطاع المياه عن العديد من الأحياء. كما تم تدمير 62 بئرًا، من بينها 46 بئرًا بشكل كامل، إلى جانب تضرر 4 خزانات مياه كبيرة، مما زاد من أزمة توفير المياه للسكان.

 

الأزمة البيئية في المدينة تفاقمت بشكل كبير مع تراكم 160 ألف طن من النفايات في الشوارع بسبب صعوبة الوصول إلى مكب النفايات الرئيس في منطقة حجر الديك. وقد أدى هذا إلى تلوث خطير يهدد الصحة العامة ويزيد من خطر انتشار الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير المساحات الخضراء، حيث فقدت المدينة 60 ألف شجرة و9 حدائق ومتنزهات.

 

إلى جانب ذلك، تضررت 132 آلية بلدية كانت تُستخدم في تقديم الخدمات الأساسية، مثل إزالة الركام وفتح الطرق وتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي وجمع وترحيل النفايات. كما طال الدمار 22 مبنى بلديًا. الأسواق المركزية أيضًا لم تسلم من الدمار، حيث تعرضت 8 أسواق حيوية للتدمير كما تأثرت المرافق الثقافية والرياضية، حيث تعرضت 5 مراكز ثقافية ورياضية لأضرار جسيمة. وعلى طول الساحل، دُمرت 200 استراحة بحرية و5 حدائق بحرية.

 

وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية، تواصل بلدية غزة العمل بلا كلل للتخفيف من معاناة السكان. فقد كثفت البلدية جهودها بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لتأمين الخدمات الأساسية. تم إعادة تشغيل عدد من الآبار وصيانة بعض خطوط المياه، بالإضافة إلى العمل على إعادة فتح بعض الطرق المغلقة لتسهيل حركة فرق الطوارئ، وعملت البلدية على تسليك وتعزيل وصيانة جزء من شبكات الصرف الصحي بالإضافة إلى جمع وترحيل كميات محدودة من النفايات الصلبة المتراكمة في أنحاء المدينة.

 

وفي ضوء هذه الكارثة المستمرة، تجدد بلدية غزة دعوتها للمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بضرورة وقف العدوان وتقديم الدعم العاجل. إن احتياجات المدينة من الوقود والآليات والمعدات والمواد أصبحت ماسة كما هي الحاجة لمشاريع إسعافيه للمساعدة في التعافي من آثار العدوان ولضمان الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية وإنقاذ حياة السكان.

ورغم هذا الواقع الصعب، تبقى غزة مدينة الأمل، بفضل صمود سكانها وجهود البلدية المستمرة لإعادة الحياة إلى شوارعها، وضمان أن تظل المدينة قادرة على الوقوف مجددًا، مهما بلغت شدة التحديات.