إعلام البلدية:

بينما يكتظ الشارع الرئيسي في سوق فراس بالمتسوقين في شهر رمضان، تعترض طريقهم البسطات العشوائية والعربات المتحركة بواسطة حيوانات، فيما يملأ الصدأ أبواب وأسقف المحال التجارية فيه؛ هكذا يبدو المشهد في سوق فراس الشعبي القريب من ميدان فلسطين "الساحة".

وأبدى متسوقون استيائهم الشديد من حالة سوق فراس التي وصل إليها بعد سنوات طويلة من افتتاحه، وقد طالبوا بتطويره، وهو ما ينسجم مع خطة بلدية غزة المعتمدة من المجلس البلدي برئاسة د. يحيى السراج.

وجاء الشاب محمد أبو جهل من مدينة غزة، للتسوق من فراس، وبعد جولة استغرقت دقائق قرر المغادرة والتوجه إلى سوق الزاوية القريب، لجلب بعض الحاجيات والسلع الرمضانية لأسرته.

وقال أبو جهل، الذي يدير مكتبًا للهندسة والتصميم: إنه أجبر على الخروج من سوق فراس بسبب سوء المشهد العام والازدحام، خاصة أنه لا يشمل على أي أجواء خاصة بشهر رمضان.

وأضاف: لا يعقل أن تقف العربات التي تجرها حيوانات وسط الشارع الرئيسي للسوق.

أما محمد بدوي من سكان شارع الوحدة، يعتبر سوق فراس أفضل الأسواق بالنسبة له، ويأتي دائمًا برفقة عائلته للتسوق منه، لكنه لم يعد راضيًا عن "حالته السيئة"، حسب وصفه.

وأضاف: إن فراس بحاجة إلى تطوير لكن بضمان الحفاظ على صبغته الشعبية بسبب قِدَمِه، واحتوائه على غالبية أنواع السلع والاحتياجات التي تلبي رغبات المتسوقين.

ورغم أن الشاب واصف كساب ويعمل مهندساً معمارياً، يسكن قرب مولات تجارية في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، إلا أنه يأتي للتسوق من فراس لجلب بضائع وسلع تحتاجها أسرته.

لكنه في نفس الوقت أبدى استيائه الشديد من حالة السوق المخالفة للأسواق الأخرى في أحياء مدينة غزة، والتي تتزين وتظهر بحلة جديدة بمناسبة شهر رمضان.

وقال: يجب ألا يبقى السوق بحالته الراهنة، وهو بحاجة ماسة للتطوير والتجديد ومنح الاهتمام من أصحاب المصالح التجارية.

خطة تطوير

ويقع سوق فراس في منطقة تعد من أهم المناطق التجارية بغزة، ولذلك قررت البلدية تنفيذ خطة تطوير مركز المدينة بضمان نقل المحال التجارية من فراس إلى سوق اليرموك المؤقت.

وتشمل خطة التطوير تنفيذ مشروع متكامل في سوق فراس بهدف إحداث تنمية اقتصادية، بدلاً من الاقتصار على بسطات وأكشاك ومحال صغيرة غير منظمة.

وأكد مدير وحدة التخطيط والاستثمار في بلدية غزة م. ماهر سالم، أن الوضع البيئي والصحي في سوق فراس سيء جداً، ولا يلبي المعايير البيئية والصحية المحلية والدولية.

وبين أن بلدية غزة حرصت على تنفيذ عمليات ترميم باستمرار لسوق فراس من بنية تحتية وغيرها، لكن بسبب قدمه واهترائه، أصبحت بعض مباني المحال التجارية فيه آيلة للسقوط، وغير ملائم صحياً للتزود بالسلع خاصة خلال رمضان.

وأضاف: أن بلدية غزة توقفت عن عمليات الترميم لأنها لم تعد تجدي نفعاً رغم التكلفة المالية، وقررت إزالة السوق وبنائه من جديد بطريقة عصرية بدلاً من حالته الغير منظمة.

ووصف سالم سوق فراس بأنه "بالي وجدرانه آيلة للسقوط بسبب القدم والاهتراء وغير آمن للتسوق"، فيما يغطي الصدأ معرشات الزينكو، وتبدو أرضيته مهترئة وبنيته التحتية غير ملائمة لسوق شعبي إطلاقاً.

وبين أن بلدية غزة بصدد افتتاح سوق اليرموك المتفرع من شارع الوحدة مطلع مايو/ أيار 2023، بعد إخلاء عدد من المحال التجارية في فراس ونقلها إلى السوق الجديد بشكل مؤقت إلى حين الانتهاء من أعمال التطوير.

وأشار إلى أن البلدية تجاوزت عدة عقبات واجهتها وتوصلت لاتفاقيات مع بعض التجار وأصحاب المحال في فراس لنقلها إلى سوق اليرموك، حيث حدد الكثير منهم مواقع محلاتهم التجارية هناك.

ويرمز لأرض سوق فراس بالقسيمة "8" رقم "611"، وتملكها البلدية منذ عام 1935، وقد سجلت باسمها عام 1950، بهدف إقامة سوق مركزي.

لكنه أصبح بعد هذه السنوات الطويلة بحاجة إلى تحديث وتطوير، وهذا ما قررته بلدية غزة.