بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن بلدية غزة
حول المنخفض الجوي الذي ضرب
المدينة و تداعياته
أولاً نحمد الله عز
وجل على سلامة شعبنا و أهلنا الذين ضربوا أروع صور التكافل و التضامن خلال هذه الأزمة
و التي تمثلت بمنخفض جوي ضرب المنطقة و تأثر بها قطاع غزة و مدينة غزة بشكل كبير.
و لا يسعنا إلا أن نشكر كل من استجاب لنداءاتنا سواء من الداخل أو الخارج، دولاً و مؤسسات و
أفراد، و نخص بالذكر دولة قطر أميراً و شعباً وحكومة ، الذين كانوا أول المستجيبين لحاجة القطاع.
كما نشكر
الحكومة الفلسطينية على مساندتها للبلدية منذ أول لحظة متمثلة برئيس الوزراء و
نائبه و وزير الحكم المحلي و وزارة الأشغال العامة وكذلك المجلس التشريعي ممثلة
بنائب رئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر الذين كانوا في الميدان أول بأول مع طواقم
البلدية، و نتوجه بالشكر أيضاً لشركات المقاولات العاملة في غزة التي هبت بمعاونة
بلدية غزة لتطويق آثار المنخفض و نخص بالذكر شركة الخيسي، وشركة مشتهى و حسونة،
وشركة سقا و خضري ، و شركة اسكيلز آند اكولتي للإنشاءات، وكذلك الشكر موصول لكل المؤسسات
الأهلية العاملة في قطاع غزة لما أبدته من تعاون مع طواقم البلدية، و كذلك الشكر لحركة
حماس و كتائب القسام الذين ساندوا البلدية بطواقمهم عند اشتداد الأزمة، و أيضاً كل
الشكر إلى لجان الأحياء في المدينة الذي شكلوا خير سند لطواقم البلدية و فرقها.
السادة الكرام :
منذ بداية الشتاء كانت طواقم بلدية غزة على جهوزية
كاملة وفق الإمكانيات المتوفرة لديها، فقامت فرقها بتنظيف مصافي مياه الأمطار،
وصيانة المضخات في جميع محطات الضخ في المدينة، و التأكد من كفائتها ، كما شكلت
البلدية لجنة طوارئ خاصة باستقبال أمطار الشتاء؛ فقسمت المدينة إلى خمسة أجزاء كل
جزء يعمل فيه فرقة طوارئ خاصة للعمليات اللوجستية على الأرض، و كانت نواة لجنة
الطوارئ مكونة من 500 عامل في البلدية من كافة التخصصات اللازمة .
قبل المنخفض بعدة أيام استنفرت بلدية غزة جميع
طواقهما ليكونوا على أتم استعداد، و بدأت البلدية بحملة إعلامية و توعوية موجهة
للمواطنين نشرت خلالها إرشادات للمواطنين للتعامل مع المنخفض على كل وسائل الإعلام
المحلية المسموعة منها و المرئية و المقروءة، و كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي
، كما أذاعت أرقاماً للطوارئ في جميع وسائل الاعلام تلك، بحيث يمكن للمواطنين التواصل
مع أرقام الطوارئ عند مواجهة أي مشكلة. وكانت الاستجابة فعالة في غرفة الطوائ عند
تلقي أي شكوى، و بدأت طواقم البلدية في حل المشاكل التي تعترض المواطنين منذ اليوم
الأول .
منذ اليوم الأول للمنخفض
كان النفق و بركة الشيخ رضوان وبركة عسقولة المخصصتان لتجميع مياه الأمطار من
مدينة غزة مهيئون لإستقبال كميات الأمطار؛ لكن ما هطل من كميات مطر على المدينة
خلال الأيام الأربعة كانت أكثر من المتوقع بكثير بحيث فاق معدلها معدل ما يسقط من أمطار
خلال موسم الشتاء في كل عام.
في اليوم الثاني
من المنخفض بدأت فرق البلدية في تطبيق خطط بديلة للتخفيف من وصول المياه إلى بركة
الشيخ رضوان عبر تهيئة برك جديدة و حفرها في أرض الوحيدي شرق شارع الشهيد أحمد
الجعبري " النفق سابقاً " ، وغرب محطة الزيتون (7B)
في أرض الحساينة، و بدأت طواقم البلدية في إغلاق الشوارع المؤدية إلى منازل
المواطنين المنخفضة في تلك المناطق بتلال الرمال لمنع تدفق المياه للشوارع.
و بعد زيادة تدفق مياه الأمطار بدأت البلدية بعمليات
إجلاء للمواطنين من منازلهم في تلك المناطق خوفاً من حدوث مكروه للسكان أو أي
حالات غرق، وشارك في ذلك عشرة قوارب خاصة بالبلدية وبالقطاع الخاص و 40 منقذاً
بحرياً وغواصين مزودين باللبس الخاص و أنابيب الأكسجين ، كما قامت فرق البلدية
بتوصيل المعونات المقدمة من حركة حماس إلى المواطنين عبر الزوارق، و بالفعل تم
إجلاء معظم السكان عن المنطقة .
وفي محيط محطة ) 7 (B بعسقولة
قامت فرق البلدية أيضاً بإجلاء المواطنين من منازلهم بمشاركة فاعلة من جهاز الدفاع
المدني بوزارة الداخلية . وفي تلك الأثناء كانت طواقم الصيانة الخاصة بالبلدية
تقوم على صيانة الأعطال التي كانت تسببها كثافة مياه الأمطار للمضخات في تلك
المواقع بفعل انغمارها بالمياه، كما استعانت البلدية بالمولدات الاحتياطية للحاجات
الطارئة التي كانت في تلك المحطات بعد تعطل المولدات الرئيسة، كما عمل الغواصون
تحت الماء لعمل الصيانة اللازمة للمحطات و تزويدها بالسولار لضمان عدم توقفها و
زيادة الأزمة.
و بعد إنحسار المنخفض
استكملت لجنة الطوارئ في البلدية عملية توصيل حاجيات المواطنين في المناطق
المنكوبة، كما بدأت في حفر برك جديدة في منطقة الزيتون لاستيعاب الفائض من المياه
في أرض الحساينة و تحسباً لأي طارئ .
و بعد إنحسار المنخفض كليا؛ بدأت فرق الطوارئ
بعمليات فتح للشوارع المغلقة و إزالة الأتربة و العوائق ، كما بدأت فرق الصيانة
بعمليات ترميم واسعة بدأت بالشوارع الرئيسة و الحيوية المتضررة، و في هذه الأثناء تجري
تلك العمليات على قدم وساق.
كما قامت البلدية بتركيب مضخات إضافية في بركة الشيخ
رضوان للتسريع بعمليات ضخ المياه، كما بدأت سيارات الشفط الخاصة بالبلدية بشفط
المياه من منازل المواطنين في حي الزيتون و منطقة المنارة ، كل تلك العمليات كانت بإشراف
مباشر من رئيس البلدية ومتابعة المجلس البلدي و بمؤازرة وزارة الحكم المحلي و
الحكومة.
حالياً بدأت
البلدية بتشكيل لجنة خاصة لدارسة ما حصل خلال المنخفض الجوي و استخلاص الدورس و
العبر للاستفادة منها في أي منخفض قادم لا سمح الله، وكذلك بدء دراسة و إقتراح
مشاريع خاصة مركزة على المناطق المتضررة ، بحيث ستولي البلدية إهتمام كبير عبر التركيز
في مشاريعها المستقبلية على المناطق المتضررة بفعل المنخفض الجوي .
نسأل الله السلامة للجميع ، و مرة أخرى نحي أبناء
شعبنا بكل أطيافه على ما سطره من أروع صور التضامن و التكافل خلال المنخفض.
بــلديــــــــــــة غــــــزة
الإثنين الموافق 16/12/2013
16/12/2013